نواذيبو ـ لاجؤو مناخ تحت المطر

يعيش بعض السكان في مدينة نواذيبو ظروفا صعبة طيلة هذا اليوم المطر ؛ حالة من التشرد و الذعر و الفزع حلت بهم بعد أن تسربت مياه المطر إلى داخل مساكنهم وحولت الشوارع و الطرق إلى مستنقعات راكدة .

على إثر المطر المتساقط على المدينة الساحلية ذات البطابع الإقتصادي ؛ التي تمثل منطقة موريتانيا الحرة .

الودق حول المدينة الساحلية الحالمة إلى سجن جماعي محكم الإغلاق ؛ حيث لا حركة و لا خدمة .

إن تعطل النشاط الخدمي في هذه المنطقة ذات الأهمية الإستقطابية الخاصة محليا و إقليميا و دوليا يجعل القائمين على الشأن العام في البلد أمام تجد لا يحتمل التأجيل لرفعه .

كان من المفترض أن يعمل القائمين على الشأن العام وطنيا و محليا على توعية السكان بأهمية أخذ تدابير و الملاءمة و تطير البنايات بغية القدرة على مجابهة التعيرات المناخية من “تسونامي ” أمطار و سيول محتملة و فيظان قد تكون كارثية . كلها أمور قد تطرء دون سابق إنذار كما هي الحال الآن تحت المطر ، و يجب استباقها بحسن تدبير الشأنى العمومي.

و من المؤسف جدا أن أي من السلطات المحلية لم تكن لديها خطة أو مبادرة لمواجهة طوارئ كهذه ، و هو ما تترجمه الآهات و الأصوات المتعالية المكلومة في الفيديو التالي من عين المكان .

و من المعروف أن موريتانيا سبق و أن أطلقت على مدى صيفي 2016 و 2017 مسارا تحسيسيا متسلسلا من ورشات تكوينية حول التغيرات المناخية و مخاطرها و سبل الملاءمة معها و التخفيف من أثرها .

وكانت منطقة نواذيبو الحرة رفيعة التمثيل خلال ذاك المسار ، و قد أوفدت بالمناسبة ممثلتين عن هيئتها و ممثلين عدة عن موانئهابما في ذلك خليج النجمة ( الكابانو ) .

و للتذكير و في السياق ذاته ؛ فإن الورشات نظمت بإشراف و تنسيق من وزارة البيئة و التنمية المستدامة و في تعاون تام مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ و شركاء آخرين استجلبتهم بلدية تفرغ زينة بدفع و تنسيق منة عمدتها حين ذاك ؛ الرائدة في المجال الإنمائي فاطمة بنت عبد المالك الرئيسة الحالية لجهة نواكشوط و فريقها المتميز الذي كان يضم على وجه التمييز النائب الحالي بالجمعية الوطنية السالمة منت أعمر شين.

وتجدر الإشارة إلى أن كل الأطراف المشاركة ، تم تزويدها بالمعارف و الخطط وكذا الوثائق الضرورية ؛ لكيفية التأقلم و الملاءمة مع التغيرات المناخية و حظي المشاركون عن منطقة نواذيبو الجرة بالنصيب الأوفر ؛ و ذالك إعتبارا لوضعها الجيوغرافي الذي يجعل منها خاصرة البلد الرخوة الأكثر تعرضا و هشاشة أمام التغيرات المناخية من ناحية ، و بالنظر تديدا لأهميتها الإستراتيجية محليا و إقليميا و دوليا من ناحية أخرى . إن مدينة ، بل منطقة حرة بمستوى نواذيبو لتتضح بجلاء أهمية و ضرورة تعزيز قدرة هذهاعلى التإقلم و المجابهة.

فهل تجاهلت إذا هيئة منطقة نواذيبو الحرة وغيرها من سلطات الحكامة المحلية إدارية كانت أم منتخبة كل هذه المعطيات ؟ أم أن المشاركين عنها كانوا في رحلة سياحية للإستجمام ؟ و هل أصبحت كل المنطقة الحرة و المصالح الإدارية و الإنتخابية و الخدمية طعما للموالاة السياسية بغير حساب؟ و من ينبري اليوم لإسعاف هؤلاء السكان و مواساتهم الذ ين أصبحوا بين عشية و ضحاها بؤساء ، لاجئي مناخ؟.

أسئلة يجب أن تجد الإجابة عليها في التنفيذ الناجع للسياسات العمومية و الإستراتيجيات الخاصة الموجهة للتنمية المحلية .

نص أخبار البلد ـ بقلم مني ولد يحيى ولد علي 46432304

أضف تعليق

الأكثر رواجًا